الخميس، 1 مايو 2008

سوق القرية

عـبد الوهـّاب البيّاتي " أباريق مهشـّمة "

الشّمسُ و الحُمـُر الهزيلة ُ و الذ ّباب

و حذاء ُ جندي ّ ٍ قديم

يتداولُ الأيدي ، و فلاح ٌ يحدّق ُ في الفراغ :

" في مطلع ِ العـام ِ الجديد

يدايَ تمتلئان ِ حتما ً بـِالنقود

و سأشتري هذا الحذاء "

و صياح ُ ديك ٍ فرَّ من قفص ٍ ، و قديسٌ صغـير :

" ما حك َّ جلدَك َ مثـل ظفرك َ "

و " الطريق ُ إلى الجحيم

من جنـّةِ الفردوس ِ أقرب ُ " و الذ ّباب

و الحاصدون َ المتعـبون :

" زرعـوا و لم نأكل

و نزرع ُ ، صاغـرين َ ، فيأكلون "

و العـائدونَ منَ المدينةِ : " يا لها وحشا ً ضرير

صرعـاه ُ موتانا ، و أجساد ُ النـّساء

و الحالمون َ الطـّيبون "

و خوارُ أبقار ٍ ، و بائعـة ُ الأساور ِ و العـطور

" لن يُصلح َ العـطـّارُ ما قد أفسدَ الدّهرُ الغـشوم "

و بنادق ٌ سودٌ و محراث ٌ و نار

تخبو ، و حدّاد ٌ يراود ُ جفنـَه ُ الدّامي النـّعـاس :

" أبدا ً ، عـلى أشكالها تقع ُ الطـّيور"

و " البحرُ لا يقوى عـلى غـسل ِ الخطايا ، و الد ّموع "

و الشّمس ُ في كبد ِ السّماء

و بائعـات ُ الكرم ِ يجمعـن َ السّلال :

" عـينا حبيبي كوكبان ِ

و صدره ُ ورد ُ الرّبيع "

و السّوق ُ تقفرُ ، و الحوانيتُ الصّغـيرة ُ و الذ ّباب

يصطاده ُ الأطفال ُ ، و الأفق ُ البعـيد

و تثاؤب ُ الأكواخ ِ في غـاب ِ النخيل

ليست هناك تعليقات: