الأربعاء، 14 مايو 2008

غزوة امدرمان



حاول بعض الواهمين اجتياح الخرطوم عبر هذة السيارات التى تحطمت تحت رحمة القوات الحكومية .ولان المكر السيى لا يحيق الا باهلة فقد صدت موجة الغزو فى ساعتين فقط ولان من نفذ هذا الهجوم لم يرعى لهذا البلد ولا لارواح مواطنية اى حرمة فكان من الطبيعى ان لا يساندة الشعب بل ويقاومة بما توفر لة من قوة . قضية دارفور لا تحل بهذا المسلك التخريبى الذى لن يزيد النار الا اوار.لصالح من يقوم هولا بتنفيذ هذا الهجوم ا؟؟هو حلم اقامة الدولة الكبرى؟؟؟ .ام للامر ارتباط بالصراع الاقليمى والدولى بالمنطقة ؟؟.اعتقد ان تحليل هذا الامر يحتاج لوقفة وجهد من اهل الاختصاص.لاستخلاص العبر والدروس .

الجمعة، 9 مايو 2008


للابقار تاثير عظيم فى حياة و ثقافات كثير من الشعوب .ولعل القران الكريم قد تحدث عن واحدة من اعظم القصص عن البقر حين امر بنى اسرائيل ان يذبحو بقرة .ويضربو الفتى المقتول ببعضها فيحدثهم عن من قتلة .اما فى الشرق الاقصى فهنالك بعض الديانات تطفى على الابقار قدر كبير من القداسة فتبجلها وتحترمها هذا بالاضافة الى اننى من مجموعة قبلية تهتم بتربية الابقار للدرجة التى نسبها البعض للبقر فارتبطت الحياة ماضيها حاضرها ومستقبلها بالبقر وتغنى بجمالها وكمالها المغنيين ودارت حروب وزهقت ارواح وتحدثت القصص عن ابطال كل هذة الاسباب جعلتنى اضع هذة الصورة .

الجمعة، 2 مايو 2008

بدر شاكر السياب
انشودة المطر
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :
بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .
أصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـه النشيجْ :
" يَا خَلِيجْ
يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "

أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "

أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـهُ النشيجْ :
" يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والردى . "
وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،
عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُجَّـة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
" مطر .
مطر ..
مطر ...
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "

وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..

الخميس، 1 مايو 2008

جهينة
قبيلة عربية مشهورة هي فرع من قضاعة ، وأهم وحدات هذه المجموعة القبائل الآتية :

1- قبيلة رفاعة وتمتد مواطنها علي جانبي النيل الأزرق في السودان من السفوح الحبشية إلي المقرن ، والشماليين منهم يمارسون الزراعة والتجارة ، أما الجنوبيين فالبداوة سائدة بينهم وهم ينقسمون إلي قسمين :

رفاعة الشرق ( شرقي النيل الأزرق ) ويطلق عليهم ناس أبو جن ورفاعه الهوى (غربي النيل الأزرق ) ويطلق عليهم ناس أبو روف ، وقد حل بهم اضطهاد شديد في عهد الخليفة عبد الله حين رفض شيخ القبيلة ( يوسف المرضي أبو روف ) القدوم إلي أم درمان . لمبايعة الخليفة ، فقبض عليه وأعدم في أم درمان .

2- قبيلة الشكرية ، ويعيشون في إقليم البطانة وينتقلون بإبلهم شمالاً حتى شندي وجنوباً إلي النيل الأزرق وأهم مراكزهم بلدة أبو دليق جنوب شرقي شندى ورفاعة علي النيل الأزرق والفاشر علي العطبرة والقضارف .

وقد كان للشكرية شأن كبير أيام الحكم المصري ، وكان لها أسرة حاكمة يتزعمها الشيخ أحمد أبو سن وكان موضع ثقة الحكومة فعندما قصد مرسي باشا حمدي حكمدار السودان القاهرة لمقابلة الخديوي إسماعيل ، اصطحب معه أحمد بك أبو سن وعدداً من كبار السودانيين ، فأنعم عليهم الخديو بالرتب والهدايا وكان نصيب الشيخ أحمد سيفا مذهباً وخمائل ذات قيمة ([9])

ويلاحظ أن موطن هذه المجموعة الأولي لقبائل جهينة (رفاعة والشكرية) في أقاليم النيل الأزرق والبطانة أي في النصف الشرقي من السودان .

أما المجموعة الثانية فيطلق عليها المجموعة الفزارية وتعيش في شرقي كردفان ووسطها ومن أشهر قبائلها دار حامد فى شمالي الأبيض ، ويعملون بالزراعة ورعي الإبل .

وأهم قبائل المجموعة الثانية هي :

1- البقارة ويطلق هذا اللفظ علي شعبة جهينة التي تعيش جنوبي كردفان ودارفور ، ويعملون كما يدل اسمهم في رعي البقر .

ويمتد إقليم البقارة غرباً حق بحيرة تشاد إلي إقليم واداى والبرنو كما أن حدودهم الجنوبية تتاخم أقاليم الزنوج حيث يعيش الدنكا والفرتيت .

وإقليم البقارة واسع جداً في امتداده من الشرق إلي الغرب ، فيقع بين النيل الأبيض وبحيرة تشاد في حين أنه محدود في امتداده من الشمال إلي الجنوب فيقع بين خطي عرض 11ْ و 13ْ وإن كانت بعض الوحدات تمتد جنوبي هذا الخط كالحمر الرزيقات.

ويتوزع البقارة علي النحو التالي :

في كردفان : بنوسليم علي النيل الأبيض بين الجمع في الشمال والشلك في الجنوب ويليهم غرباً أولاد حميد ويعيشون حول تقلي ([10]) ثم الحوازمة وينتشرون بين الأبيض ودلنج وتالودي ثم المسيرية غربي دلنج وأخيراً الحمر في الركن الجنوبي الغربي من كردفان شمالي بحر العرب .

في دارفور : ويمتدان من الشرق إلي الغرب علي الترتيب التالي :

الزريقات فالهبائية والتعايشة وبنوهلبه

2- الكبابيش وتملك أعدادا كبيرة من الإبل بالإضافة إلي الضأن أيضاً ، ومواطنهم محورها وادي المِلك . وقد فتك بهم الخليفة عبد الله فتكا ذريعاً لما خرجوا عليه .

3- الحمر : Hamar ويعيشون علي الأطراف الغربية لكردفان علي حدود دارفور وتمتد أوطانهم بين خطى عرض 12ْ و 14 ْ ، وقد عملوا على نصرة المهدية بخلاف الكبايش فانتهز الحمر لسلبهم الشطر الأعظم من قطعانهم.

ولا يتم الحديث عن العناصر العربية في شمالي السودان دون الإشارة إلى مجموعة الكواهلة وهى لا تنتسب إلى الجعليين أو الجهنيين ، رغم أنهم من عرب شبه الجزيرة ، وأوطانهم موزعة في جهات متعددة أخصها النيل الأبيض فيفصلون بين قبيلتين جعليتين هما الجموعية والجمع ([11])
البقارة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد :
هذه القبيلة من قبائل العرب ذات النبع الصافي ، وذات الأغصان الممتدة حتى ترسخ جذورها
في محمد الباقر أحدأحفاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي المضري العدناني .
الحديث يطول ويطول عندما أريد أن أتكلم عن أي قبيلة من قبائل العرب ، لكثرة مآثرها
ومفاخرها ، ولكني أخترت هذه القبيلة بالذات لقلة معرفة سكان نجد بهذه القبيلة العريقة ،
ولتكن باكورة سلسلتي لكم .
وسوف أختصر البحث بماهو مفيد ، فبداية نتحدث عن مذهبها الديني : والحمد لله فجميع ابناء
القبيلة من مسلمي السنة ، ويثبت ذلك جليا بآدابهم الأسلامية الخالدة .
من مميزات هذه القبيلة عدم وجود الدخلاء بين أفرادها البتة ، وهذا مما زاد أواصر المحبة
بين عشائرها .والميزة الأخرى التي ميزتها عن قبائل سوريا عموما هي عدم انقسام شيوخهاإلى
قسمين قسم مع المستعمر وقسم مع الوطنيين .
تقيم هذه القبيلة في بلاد الشام( سوريا ) وأغلب تواجدها بالجزيرة الفراتيه وبعضهم في نواحي
حلب ،ويتمركزون من رأس العين شمالا إلى جنوب دير الزور ومن حدودأراضي الجبورشرقا إلى غرب خط
الكسرة وديار العفادل غربا ، وهم من أهل الأرياف .
ونخوتهم إخوان ردسه ، وشيخ شملهم الشيخ نواف راغب البشير( أخو وضحى ) .

وتنقسم قبيلته إلى تسع وعشرين عشيرة ولكل عشيرة شيخ ولكن الشيخ العام هو ابن بشير ،
ويحدهاقبائل كثيرة من أشهرها الجبور والعقيدات في الشرق والعفادل والفدعان من عنزة غربا .
والشيخ نواف البشير صار نائبا في البرلمان السوري بدمشق .
وللبقارة تاريخ مشرف جدا إبان الثورة الوطنية السورية ضد الاستمار، كما أن لها تاريخ
حافل بالبطولات والتضحية والانتصارات على بعض القبائل المعادية .
وللبقارة فرسان ذاع صيتهم ولعل من أشهرهم الفارس الذائع الصيت خالد الطلاع ، ومن فرسانهم
سليمان العيسى ، وصايل القناص ، وعبد الله الجيلات وووووو.
وفي النهاية من أراد الاستزادة فليراسلني بالأيميل أو الرسائل الخاصة ، وصلى الله على نبينا
محمد .

سوق القرية

عـبد الوهـّاب البيّاتي " أباريق مهشـّمة "

الشّمسُ و الحُمـُر الهزيلة ُ و الذ ّباب

و حذاء ُ جندي ّ ٍ قديم

يتداولُ الأيدي ، و فلاح ٌ يحدّق ُ في الفراغ :

" في مطلع ِ العـام ِ الجديد

يدايَ تمتلئان ِ حتما ً بـِالنقود

و سأشتري هذا الحذاء "

و صياح ُ ديك ٍ فرَّ من قفص ٍ ، و قديسٌ صغـير :

" ما حك َّ جلدَك َ مثـل ظفرك َ "

و " الطريق ُ إلى الجحيم

من جنـّةِ الفردوس ِ أقرب ُ " و الذ ّباب

و الحاصدون َ المتعـبون :

" زرعـوا و لم نأكل

و نزرع ُ ، صاغـرين َ ، فيأكلون "

و العـائدونَ منَ المدينةِ : " يا لها وحشا ً ضرير

صرعـاه ُ موتانا ، و أجساد ُ النـّساء

و الحالمون َ الطـّيبون "

و خوارُ أبقار ٍ ، و بائعـة ُ الأساور ِ و العـطور

" لن يُصلح َ العـطـّارُ ما قد أفسدَ الدّهرُ الغـشوم "

و بنادق ٌ سودٌ و محراث ٌ و نار

تخبو ، و حدّاد ٌ يراود ُ جفنـَه ُ الدّامي النـّعـاس :

" أبدا ً ، عـلى أشكالها تقع ُ الطـّيور"

و " البحرُ لا يقوى عـلى غـسل ِ الخطايا ، و الد ّموع "

و الشّمس ُ في كبد ِ السّماء

و بائعـات ُ الكرم ِ يجمعـن َ السّلال :

" عـينا حبيبي كوكبان ِ

و صدره ُ ورد ُ الرّبيع "

و السّوق ُ تقفرُ ، و الحوانيتُ الصّغـيرة ُ و الذ ّباب

يصطاده ُ الأطفال ُ ، و الأفق ُ البعـيد

و تثاؤب ُ الأكواخ ِ في غـاب ِ النخيل

-البياتى
مقاطع من ديوانة اباريق مهشمة
الملجأ العشرون


كفراغ أيام الجنود العائدين من القتال
وكوحشة المصدور فى ليل السعال
كانت أغانينا وكنا هائمين بلا ظلال
مترقبين الليل انباء البريد :
" الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
- والقمل والموتى - يخصون الاقارب بالسلام "
والذكريات الفجة الشوهاء تعبر والخيام
والريح والغد والظلام
كوجوهنا غب الرحيل :
" أماه ! مازلنا بخير " والذئاب
تعوى وتعوى عبر سحراء السهاد :
" يا إخونى من أين نبدأ ؟ من هنا ! ليل السعال
وبريدنا الباكى المعاد
لا شئ يذكر لم تزل ( يافا ) وما زال الرفاق
تحت الجسور وفوق أعمدة الضياء
يتأرجحون بلا رؤوس فى الهواء
ولم يزل دمنا المراق
على حوائطها القديمة واللصوص
وحقولنا الجرداء يغزوها الجراد
" من ههنا أماه ! أعواد المشانق والحريق
من ههنا بدأوا ونبدأ والطريق
وعر طويل
لا عاش رعديد ذليل "
( بافا ) نعود غدا إليك مع الحصاد
ومع السنونو والربيع
ومع الرفاق العائدين من المنافى والسجون
ومع الضحى والقبرات
والأمهات
" الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
والإخوة المتشردون
من قبونا النائى يخصون الأقارب بالسلام "
محمد عثمان كجراى
: مواقف
موقف أول
لم أكن أعرف أنى
حينما أدخل فى الأوطان تلقانى
بتهديد ظلامى جهول
فأنا فى شرعها أول مشبوه على الأرض
وفى كل مناحات الفصول
اننى لا بدَّ أن أسمع قولاً جارحاً قبل الدخول
فأسمعونى إننى أعرف حقاً ما أقول
فأنا لا أعرف المسح على الجوخ ولا قرع
الطبول
موقف ثان
هاهم الآن يقيمون صلاة الشكر فى ظل
الحراسة
ثم يضفون على الجالس فى العرش أساطير
القداسة
وتردى وطن الأغنية الخضراء فى قاع
التعاسة
وجه من هذا الذى أنهكه الجوع وإفلاس
السياسة؟؟
جدل التاريخ يشتد
فتمتد معايير الخطاب
يا صغارى تحلم الريح بأن تبقى نواة
الإستلاب
وصغار الجند ما زالوا
كما كانوا أداة الإنقلاب
موقف ثالث
هذه وسوسة الساعة تهذى بالثوانى
والدقائق
حين تنداح من الغابة ألوان الحرائق
تتعرى خلف ضوء النار آلاف الحقائق
وجه نيرون تبدى
من خلال المشهد الفاجع يزداد بشاعة
ولسان النار يمتد الى الخضرة فى أبهى
المدائن
هرب الناس عراة وحفاة
ليس فى مستنقع الموت تباشير سفائن
ما تبقى أحرقته النار فى وقد الكمائن
موقف السادس
يا أبا الطيب حقاً:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح ميت ايلام
وإذا ما تنسم الظلم عرشاً فعلى العدل فى الزمان السلام
مصطفى سند

الكمنجات الضائعة

.. وطرحت قوس كمنجتي جسراً ببحر الليل
ثم هويت للقاع
متورم العينين تنبض عبر أسماعي
طبول العالم الهدّار: لا تأسى لم فاتوا
فبعض مساكن تبقى وبعض مساكنٍ تنأى
فتدنيها المسافات
تعلّم وحدك التحديق نحو الشمس والمقل النحاسية
مرايا تخطف الأبصار لكن ليلنا الصاحى
وشرفتنا المسائية
على عينيك، فوق رموشك التعبى ستاراتٌ ستارات
يضوع بنفسجُ الرؤيا وتخضرّ النجميات
بكل أناقة الدنيا، تمدّك بالظلال الزرق بالنغم الذي يهتزّ في الريح
بدندنة الأراجيح
بساعات يظلّ الشعر يلهث في مراكضها ويطويها
ويسكب روحه فيها
ويحلب قلبه المطعون فوق دروبها العطشى ليرويها
***
وأهتف أيها المنثال كالأمطار أين زمان تلقانا
بساح الجمر نحرق في سبيلك سوسنات العمر
نضرع، ثم تأبانا
لعلك يا عذاب الليل كنت تزورنا كرهاً
وترحل قبل أن تأتي
ونحن نمزّق الأعصاب، نسمع دمدمات الوحى
خلف ستائر الصمت
ونرقب ساحة الميلاد، برق خلاصنا
المرصود بين الآه والآه
تفرع أيها المنقاد وجهك في دروب الأمس
كان الآمر الناهي
أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا
ولفّتني المتاهات
سقيت الناس من قلبي، حصاد العمر،
ذوب عروقي الولهى ... بأكوابٍ من النور
أقبل كل من ألقى على الطرقات،
من فرحى وألثم أعين الدور
كمنجاتي التي ضاعت تردد صوتها
المخمور يهدر في بحار الليل، يهدر كالنوافير
.