الجمعة، 13 يونيو 2008

اخر العلاج

بيان هام من أبناء المسيرية بدول المهجر
لقد تابعنا بترقب محادثات الموتمر الوطني والحركة الشعبية طيلة الأسبوع الماضي والمتعلقة بإيجاد حل لقضية ابيي التي زج بها الطرفان في صراعهما الايدولوجي الذي لا يمد بصلة لواقع أهل المنطقة، والتي توصل فيها الطرفين إلى اتفاق نص على تكوين إدارة موقتة للمنطقة ونشر قوات مشتركة وتحديد حدود موقتة للمنطقة على أن يتم رسم حدود المنطقة النهائية خلال شهر من تنفيذ الاتفاق وفي حالة عدم اتفاق الطرفين على الحدود يلجا الطرفان إلى التحكيم. وبعد اطلاعنا على تفاصيل هذا الاتفاق تبين لنا أن الاتفاق قد انتهك حقوق مواطني ابيي من المسيرية وجاء لصالح من لا يملك الحق على حساب أصحاب الحق، وبعد مناقشة الاتفاق مع زعماء الإدارة الأهلية واعيان المسيرية بالداخل قد اجمع الكل على رفض الاتفاق جملة وتفصيلا لان الشريكان فرضا الاتفاق على أهل المنطقة دون مراعاة لحقوقهما التاريخية فيها وعليه فان أبناء المسيرية في جميع دول المهجر يرفضون الاتفاق رفضا قاطعا ويعتبرونه اتفاق ثنائي بين الموتمر والحركة وأنهم غير ممعنين به ولن يلتزموا بما ورد فيه وأنهم سوف يتصدون لهذه الموأمرة الدنيئة التي تستهدف النيل من حقوق أبناء المسيرية في الأرض عاشوا فيها لآلاف السنين في سلام ووئام مع جيرانهم أبناء دينكا نقوك، ويدعو تجمع أبناء المسيرية في المهجر كل أبناء المنطقة في الداخل والخارج إلى التعبئة العامة لمواجهة هذا المخطط الذي يستهدف وجودهم وينال من حقوقهم التاريخية في المنطقة كما يدعو جميع أبناء الشعب السوداني التصدي لمغامرات الموتمر الوطني التي تهدد وحدة الوطن ووضع حد لانفراد الحزب باتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل الوطن ومصيره. ونؤكد للجميع بان ابيي ستبقى شمالية كردفانية مهما تآمر عليها المتخاذلون وسنسطر فيها تاريخ يشهد عليه الأعداء قبل الأصدقاء إن رفضنا للاتفاق سببه الآتي:
إن ابيي المعنية باتفاقية نيفاشا هي المنطقة التي تضم مشيخات دينكا نقوك التسعة التي ضمت لكردفان عام 1905م والتي تقع جنوب بحر العرب ومدينة ابيي الحالية غير معنية بهذه الاتفاقية لأنها تقع شمال بحر العرب وهي جزء من كردفان قبل ضم المنطقة المعنية في الاتفاقية إلى كردفان.
إن الموافقة على إدخال مدينة ابيي في المنطقة التي يتم تكوين إدارة موقتة فيها لهو اعتراف ضمني بان المدينة جزء من المنطقة المعنية في اتفاقية نيفاشا وهذا مخالف لنص الاتفاقية الذي عرف المنطقة المعنية بأنها المنطقة التي ضمت إلى كردفان عام 1905م.
إن التحكيم الدولي الذي اتفق عليه الطرفان في حالة عدم اتفاقهما على حدود للمنطقة خلال شهر من سريان الاتفاق يتم اللجو إليه في حالة الخلاف بين الدول وليس في الخلاف داخل الدولة الواحدة، فاللجو إلى التحكيم يشكل سابقة خطيرة في تاريخ السودان لأنه سيفتح الباب أمام ولايات السودان المختلفة التي ينشأ بينها خلاف حول حدودها الإدارية أن تطلب أي ولايتين ينشأ نزاع حدودي بينهما إلى التحكيم الدولي استنادا إلى هذه السابقة.
الحدود بين الشمال والجنوب معروفة وموثقة منذ زمن الاستعمار وأكد عليها اتفاق مشاكوس الإطاري الذي حدد الحدود بين الشمال والجنوب وفق لحدود الأول من يناير 1956م وهذا يعني أن ابيي جزء من الشمال لا يحق للطرفين تحديد مصيرها بدون موافقة أهلها.
إن الاتفاق لم يراعي مصالح سكان المنطقة ولم يشرك أهلها في الحل بل فرض عليهم من قبل الطرفين لإرضاء جهات خارجية.
لا يجوز للطرفين اللجو إلى التحكيم في أمر يخص الشئون الداخلية للوطن يتعلق بمصالح المواطنين ورهنه لإرادة خارجية ليس لها دراية بطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط بين سكان المنطقة.
لتلك الأسباب وغيرها جاء رفضنا القاطع لهذا الاتفاق المجحف في حق أهل المنطقة ونتعهد لأبناء شعبنا الوفي بالتصدي لهذه الموآمرة الدنيئة وسوف نهزم اولئلك المتآمرين على الوطن كما هزمناهم من قبل في شيكان وكرري والخرطوم وأم دبيكرات ، وباسمنا وباسم الأحرار في كل دول العالم نعلن التعبئة العامة لكل أبناء المنطقة وكل أبناء شعبنا الأبي على امتداد ارض الوطن من اجل هزيمة هذا المخطط الذي يستهدف النيل من وحدة السودان أرضا وشعبا. المجد والخلود للشرفاء الأوفياء وعاشت الشعوب حرة أبية ولا نامت أعين الجبناء.


الأمانة العامة لتجمع أبناء المسيرية بالمهجر
التاسع من يونيو 2008م

الأحد، 8 يونيو 2008

,وداعا ابو عفان

توفى الفنان السوداني الغنائي عثمان حسين، 84 عاما، بعد صراع مع المرض، وشيعه الآلاف من سكان العاصمة، يتقدمهم المسؤولون في الحكومة، والفنانون والشعراء في مراسم تشييعه في «مقابر فاروق» عصر أمس.

وتبارى المشيعون في تمجيد دور الفنان حسين في تطوير الأغنية السودانية، وأجمع المتحدثون بانه أول من تغنى بالغناء السوداني المعروف بالغناء الحديث، الذي تصاحبه الآلات الموسيقية. وقال الناقد الموسيقي الدكتور انس العاقب «إن عثمان حسين هو الذي أحدث ما يشبه الانقلاب» في الأغنية السودانية، من التقليدي الشعبي إلى الحديث.

ولد الفنان عثمان حسين محمد التوم، وهذا اسمه الكامل في قرية «مقاشي» في أقصى شمال السودان، لوالدين يمتهنان الزراعة، وتلقى تعليمه الأولي «الأولية» في مدرسة مقاشي، ويقول مقربون منه انه ترك الدراسة في هذه المرحلة بسبب رفضه الى حد الكره لمادة الرياضيات، لتنتقل أسرته فيما بعد إلى الخرطوم وتستقر في حي السجانة. والتحق حسين وهو صبي بالعمل في ورشة «محمد صالح زهري باشا» للخياطة وتعلم الخياطة، وواصل عمله خياطا محترفا في الورشة يجيد خياطة «الجاكتات» وكانت بمثابة الموضة التي سلبت الباب المتعلمين والمثقفين وأهل الفن في السودان. ويقول الصحافي والباحث في تاريخ الفن السوداني طارق شريف في هذا الخصوص ان حسين بدأ يدندن في هذا الدكان بأغنيات المطرب عبد الحميد يوسف، ليلتحق بفرقته فيما بعد كعازف للعود مع الفرقة.

ثم كون حسين، الذي رحل وترك خلفه نحو 125 أغنية، مع المطرب علي بشير ثنائي للغناء، لم يصمد لفترة طويلة، ليقرر حسين ان يجرب طريقا يخصه في الفن، فلجأ إلى الشاعر محمد بشير عتيق وطلب منه أغنية فقدم الأخير اغنية «حارم وصلي مالك»، وبعدها تغنى للتجار والشاعر علي محمود التنقاري «كيف لا اعشق جمالك»، ثم قدم له الشاعر قرشي محمد حسن أغنية «الفراش الحائر»، التي اعتبرها النقاد الأغنية التي شكلت الحد الفاصل بين الغناء التقليدي المعروف بـ«الحقيبة»، وبين ما يعرف الآن بالغناء الحديث الذي تصاحبه الآلات الموسيقية. وقال القاص والنقاد عيسى الحلو ان عثمان حسين جعل بهذه الأغنية للغناء مكونات جديدة، وهي «الشعر واللحن والموسيقى الصادرة من الآلات الموسيقية الحديثة».

وقال الناقد وأستاذ الموسيقى انس العاقب ان حسين هو من نقل الأغنية السودانية من مرحلة «الحقيبة» إلى الغناء الحديث، واعتبر ما قام به في هذا الشأن بما يشبه الانقلاب في الأغنية السودانية، واضاف: هو الذي قطع مرحلة محاكاة للحن إلى المؤسس بشكل مدروس حمل تويبات ما كانت موجوة في الغناء السوداني، وحسب الدكتور العاقب فان حسين هو أول فنان سوداني يغني ما يعرفه السودانيون بغناء «المدينة» يخاطب الجميع وليس فئة شعبية أو اجتماعية محددة.

يعرف حسين بانه لحن كل اغنياته عدا اغنية واحدة كتبها له الشاعر محمد يوسف موسى قام بتلحينها له الملحن عبد اللطيف خضر المعروف بـ«ود الحاوي»، وبين حسين والشاعر المخضرم حسين بازرعا ثنائي يعتبره النقاد هو الاشهر في تاريخ الغناء السوداني، حيث تغنى حسين له بأكثر من 25 أغنية. ومن الشعراء الذين تغنى لهم حسين، قرشي محمد حسن، والسر دوليب، وعوض احمد خليفة، ومحمد يوسف موسى. وأطلق انس على هؤلاء بشعراء التحول الاجتماعي في السودان، وحسب رأيه فانهم ساهموا بفاعلية في نقل الأغنية من «الحقيبة» إلى الحديث.